- بعيداً عن المثالية اللغوية الفصحى، حاولت أقولب نفسي في قالب مقالي عشان أطلع بالتدوينة هذي بشكل مثالي بما أني طالبة ماجستير بس ما قدرت .. الموضوع من شدة بساطته وجماله ما أقدر أعبر عنه إلا باللهجة العامية .. تحملوني
- الموضوع بدأ مع بداية الترم الدراسي الثاني
مقرر التربية الفنية للفئات الخاصة، مقرر سبق ودرسته بشكل سطحي جداً في الباكلوريوس وبصراحه ما شد اهتمامي أبدا وكنت أقول مو مجالي التربية الخاصة وإلا الفئات الخاصة، وهه يعني وش بيعطينا الدكتور مثلا، على أساس أني متوقعه أن الدكتور بيكون مثل بعض سابقيه يجي يطلب كم ورقة بحثية وتقرير على شوية طلب تعجيزي ويطقطق علينا ساعتين ويطلع، كما هي برتوكولات التعليم اللي قوقعنا أنفسنا فيها للأسف
لكن شاء ربي أنه يجمعنا بدكتور مميز أقل ما يقال عنه يعطي مهنته حقها الله يجزاه كل خير - " كأني أسهبت في الحديث عن الوضع الجامعي "
- نرجع لمحور حديثنا
- الدكتور طلب مننا تكليف ممتع وبنفس الوقت مهم .. وقدر الله علي ومسكت فئة أطفال متلازمة داون وياليت قومي يعلمون وش الفئة هذي .. تمتلك قلوباً تفيض بالمحبة والحنان .. كانت نظرتي لهم خاطئة تماماً، لحظة : تبون الصدق ! ما كنت أعرف عنهم شي .. أصلا كنت مثل باقي الشعب أسميهم منغوليين وكنت أعتقد أنهم مجرد أطفال متخلفين عقلياً ولازم نوديهم الاردن مثل بنت عمي .. وهذا يتناقض مع كوني تربوية، خجلت من نفسي تماما لما أبحرت في الفئة هذي
وش لقيتهم! لقيتهم أطفال جميلين مثلهم مثل غيرهم بس قدرهم أن خلل كرموسوماتهم يأثر بشيء بسيط على أذهانهم +بعضهم ممكن تصاحبه أمراض قلب
يعني كأنه قدامك طفل عادي وأصيب بمرض .. بس الفرق أنهم لازم يتعايشون معه طول حياتهم
لقيتهم أطفال مبدعين .. مفكرين.. محبين للحياة، بإختصار مثل ما تعامل كل شخص بشخصيته واجب عليك تعاملهم بحاجتهم .. بدايه حياتهم لو تلقو تدريب مستمر رح تطلع بشخص طبيعي يقدر يعيش حياته مثلك تماماً
لما شاركت في اليوم العالمي .. وزرت أحد المراكز كانت الابتسامه لا تفارقني.. لما يجي واحد منهم وبكل بشاشه تبداله الابتسامه يحضنك .. تحس عالمهم صافي ونقي وجميل جداً .. عندهم شي احنا افتقدناه من زمان، الحب ، الحنان، الأمل، الإصرار وكل المعاني العاطفية اللي أصابنا فيها جفاف مزمن مثل صحراء الربع الخالي
تلاقيها عندهم تفيض .. بعد التجربه هذي أخذت في حياتي هدف جديد أني أخدم الفئات هذي باللي يقدرني ربي عليه وأتعلم منها الصبر والمحبه والتفاؤل
كنت دايم أحلم أني أنشئ متحف بس كنت حابسته بمجرد الحلم، أطفال الداون غيروا فيني الحلم المستحيل بأنه ممكن يتحقق لو أنا سعيت له بكل قوتي، تعرفون كيف نظرتنا للسوبر مان، بالضبط هذي نظرتي لهم الان
كل اللي يبونه منا شوية مساعدة وتقبل فقط .. محتاجين حقوقهم مثل أي إنسان يعيش على الارض
هل هي صعبه !
وليه الإهمال لهم لدرجه تحسسهم كأنهم غلطة أنوجدت في هذا العالم
سؤال مهم محتاج إجابه من كل فرد مقصر من أفراد المجتمع !